أقامت “بلدية برجا”، يوم الخميس 27/6/2019، حفل إطلاق الملتقى الثقافي في برجا، الذي يضمّ عدداً من الشعراء والأدباء في برجا، وذلك في حديقة بلدية برجا النموذجية – جب الغبرة.
وحضر اللقاء رئيس إتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي المهندس زياد الحجار، رئيس بلدية برجا الدكتور ريمون حميّة، نائب رئيس بلدية الجيّة الحاج وسام الحاج، عدد من أعضاء مجلس بلدية برجا، حشدٌ من ممثلي الأحزاب والجمعيات والأندية والروابط الثقافية والإجتماعية في برجا، عدد من مخاتير البلدة، وفعاليات إجتماعية وثقافية وأدبية وفنية، ومهتمين.
أمّا الشعراء المشاركون في الملتقى، فهم (بحسب ترتيب فقرات الحفل): حسن الدقدوقي – فادي الحاج – جمال عزام – محمد حامدة حدادة – رامز الدقدوقي – محمد عبد الرحمن دمج – زغلول برجا – كمال دمج.
واستهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني تلاه نشيد برجا، ثمّ ألقى الصحافي محمد الجنون كلمة الإفتتاح، مؤكداً على “أهمية الشعر في الحياة الأدبية والفكرية، باعتباره موهبة وصناعة لغوية، للتعبير عن ذواتنا وإنسانيتنا”.
وأكّد الجنون أنّ “اللقاء يضمّ ثلة من الشعراء والأدباء والكُتاب، من أبناء برجا، التي تعتبر خزاناً ومنهلاً للمعرفة”، لافتاً إلى أنّ “هذه الخطوة التي تعدّ بارزة على الساحة الأدبية البرجاوية، جاءت ممهورة بتوقيع ومباركة ودعم ودفعٍ من “بلدية برجا” التي أصرّت ممثلة بعضو المجلس البلدي الدكتور محمد الدقدوقي ورئيس البلدية الدكتور ريمون حمية والرئيس السابق المهندس نشأت حمية وأعضاء آخرين، أن يولد هذا الملتقى، ويكونَ صوتاً أدبياً لامعاً يجمع الجميع تحت مظلّة الشعر والكلمة”.
وخلال الحفل، كرّمت “بلدية برجا” الشاعر الأستاذ محمود سعيفان، تقديراً لعطاءاته في الميدان الأدبي والشعري في برجا وإقليم الخروب.
كلمة “بلدية برجا”
بدوره، ألقى عضو المجلس البلدي الأستاذ دحام قموع كلمة أشار فيها إلى أنّ “اللقاء هو لتكريم المواهب ولإعادة المجد للغة، إذ أنها المرآة التي تعكس ما تجود في كنوز مكامن النفوس والخواطر والأفكار”، معتبراً أنّ “لغتنا باتت ضحية من ضحايا عصرنا الآلي، إذ ارتفعت الحواجز بين أبنائنا وبين مطالعة الكتب التي تختزن أعظم ما جاءت به قريحة الشعراء والأدباء والمفكرين”.
وقال قموع: “ومما يضعف لغتنا أنّ العاميّة احتلت عرش الصدارة، ومن واجبنا إيقاف هذا المد الذي هو خطر على مخزوننا الثقافي والأدبي، إذ عندما يموت صدى الكلمة، تتحول الشخصيات إلى معلبات فاسدة، فاقدة الشعور والإحساس”.
وتابع: “إذا كانت البلدية ترعى هذا الملتقى وتشجعه، فمن واجبها أيضاً أن تسهر على رعاية المتفوقين، ومن لهم باغ في دفع حركة العلم، لأن العلم هو أفضل ميراث نتركه لأجيالنا”.
وختم: “فلنسعَ جميعنا إلى زرع حب المطالعة في النفوس، لنكسب جيلاً مثقفاً ذواقاً، فلغة الحروف والكلمات هي بلسم المشاعر، والمشاعر هي روح الإنسان ورقي البشرية”.
كلمة الملتقى الثقافي
من جهته، ألقى الدكتور كمال دمج كلمة الملتقى الثقافي، فأكد أنّ “النشاط هذا يجب أن يكون الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل الثقافية مع كل الغيارى على العمل الإبداعي”، موضحاً أنّه “بناء على ذلك، تمّ إعداد برنامج منوع يشمل العديد من النشاطات حتى نهاية العام 2019”.
واعتبر دمج أنّ “انطلاق الملتقى الثقافي في برجا بدعوة من المجلس البلدي، نرى فيه عرساً من أعراس برجا التي لم تبخل يوماً بتقديم النموذج، إن في المجال النضالي والشعبي أو في المجال الثقافي، وكلنا أمل أن تستمر مثل هذه المبادرات، من أجل جمع الشمل بعيداً عن ردود الفعل، بل وفق نهج تكاملي يعزز الإنطلاقة الثقافية في بلدتنا التي تعجّ بالكفاءات في المجالات كافة”.
وأضاف: “إنّ تلبيتنا لدعوة المجلس البلدي لم تأتِ من فراغ، بل إنها جاءت وفق رؤية واضحة هي من لا يعمل لا يخطئ. وإنطلاقاً من ذلك، كانت نظرتنا الموضوعية إلى النصف الملآن من الكأس، ولكننا لم نتجاهل في يوم من الأيام النصف الفارغ، الذي يحمل في طياته العديد من الثغرات ومنها الجسيمة التي تضرّ بالملصحة العامة. ومن هنا، نطالب من ينظرون فقط إلى النصف الفارغ، أن يتناولوا هذا الموضوع بعيداً عن المواقف التي تكتفي بالنقد، بل العمل بروح المسؤولية من أجل تصحيح الأخطاء وتقويم الإعوجاج، كما نطالب أصحاب النصف الملآن عنيت بهم المجلس البلدي، أن يفتحوا صدورهم ويتفهموا كل الإنتقادات بروح الإيجابية، لنزيل الشرخ بين أصحاب الرأي في هذه البلدة، التي قدّمت الكثير من أجل الوصول على ما نحن عليه اليوم”.
وختم: “لكي تبقى الثقافة المشعل الذي ينير دروب الأجيال الصاعدة، لا بدّ من تعزيز روح التعاون بين جميع المرجعيات والجمعيات والأندية، لوضع خطة في المجال الثقافي تليق ببرجا ولّادة الطاقات، ليتحول الخيف الأصفر ربيعاً أخضر، يعجّ بالحياة فينتصر”.
وبعد الكلمات، كان لكلّ شاعرٍ فقرته، حيث ألقيت قصائد عديدة تنوّعت بين الحب والغزل والوطن والقضية، وكان لفلسطين أيضاً حصّة بارزة من القصائد الثورية، لاسيما مع الشاعرين رامز الدقدوقي ومحمد عبد الرحمن دمج.
— شكر خاص إلى DJ غصن –