نظّمت “بلدية برجا” و “الملتقى الثقافي في برجا” و “لجنة التواصل في برجا”، أمس الخميس، محاضرة ألقاها رئيس إتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي المهندس زياد الحجار بعنوان “العمل البلدي: الواجبات والحقوق”، وذلك في قاعة الرئيس جمال عبد الناصر – النادي الثقافي الإجتماعي – برجا.
واستهلّت المحاضرة بالنشيد الوطني اللبناني ومن ثمّ نشيد برجا، ثمّ كانت كلمة لعضو المجلس البلدي الدكتور محمد الدقدوقي، جاء فيها: “إن مجلس بلدية برجا قد أولى التواصل والتعاون والانفتاح على الجهات والمؤسسات المانحة المحلية والدولية أولوية قصوى، وذلك لعلمنا اليقين أن موارد البلدية لا تفي بغرض إحداث تنمية محلية آنية ومستدامة، لا سيما أن الدولة تتحكم بحجم هذه العائدات والمستحقات ومواعيد صرفها، مما يعيق العمل البلدي ويضع البلدية في موقع المقصر اتجاه أهلها، وما الوضع الحالي الذي تمر به البلدية إلا خير دليل على ذلك”.
وأضاف: “وهنا يبرز أهمية الجهات المانحة التي تتطور دورها من مجرد إغاثة المحتاجين واللاجئين إلى دور إنمائي متقدم ومتنوع على أكثر من صعيد. وفي هذا المجال، فقد عملت بلدية برجا منذ انتخابها مع الكثير من المنظمات والمؤسسات المانحة، واستفادت منها في مجالات متعددة. في مجال الأشغال على سبيل المثال، فقد حصلت البلدية على العديد من المعدات الثقيلة واليات النقل والشرطة. وفي مجال البيئة، تم إنشاء الحديقة العامة في جب الغبرة والتي تعتبر من كبرى الحدائق العامة في المحيط، وإطلاق مشروع الفرز من المصدر والذي يعول عليه كثيرا حاليا في مواجهة أزمة النفايات التي تتلبد غيومها السامة فوق منطقتنا، والبدء بمشروع تشجير 50000 متر من المشاعات. أما في مجال التربية والتعليم والتأهيل، فقد جذبت البلدية وسهلت انشاء عدة مراكز وعملت على تأمين موظفين لهذه المراكز من أبناء البلدة مما خلق فرص عمل للعديد منهم”.
وتابع: “وكان برنامج بناء التحالفات للتقدم والتنمية والاستثمار المحلي” المعروف بـ “بلدي كاب” والممول من USAID دوراً في تطوير العمل البلدي المحلي في أمور تلامس مجتمعنا وأخرى تعنى بتطوير العمل البلدي الإداري. فضمن هذا البرنامج المنفذ من قبل مؤسسة رينيه معوض، تم:
– تشكيل لجنة إدارة الكوارث في البلدة والتي تضم قوى أمنية وشرطة وفاعليات وأحزاب وأعضاء بلدية.
– إدخال نظام GIS
– إجراء دورات تدريبية للموظفين وأعضاء المجلس البلدي
– وضع الخطة الاستراتيجية لبرجا
– تشكيل لجنة التواصل والتي تضم ممثلين عن المجتمع المحلي من مخاتير ومدراء مدراس وجمعيات وأندية وناشطين في العمل العام، والهدف من هذه اللجنة باختصار مساعدة البلدية في تطوير قدرات التواصل مع المجتمع المحلي، ونقل صورة واضحة عن نبض وأجواء المجتمع المحلي ومساعدة البلدية على إيجاد الحلول للمشاكل وسبل تطوير الخدمة العامة”.
وبعد كلمة الدقدوقي، جرى عرض فيديو تحدّث فيه رئيس بلدية برجا السابق المهندس نشأت حمية عن المشاريع المنفذة ضمن برنامج بلدي كاب، كما أظهر الفيديو بعض أشغال وأعمال البلدية خلال السنوات الثلاث الماضية.
دمج
إلى ذلك، تحدّث الدكتور كمال دمج عن الملتقى الثقافي، فإكّد على “ضرورة تحديث قوانين البلديات بما يتلاءم مع الواقع القائم نظراً لما تحتاجه هذه القوانين من تعديلات عديدة”، مشدداً على أهمية الشفافية في العمل البلدي، باعتبارها الطريق الأسلم والأقوى لتطور العمل على مختلف الأصعدة”.
ولفت دمج إلى أنّ “التعاون الدائم بين المجتمع المحلي والبلدية يساهم في تطوير العمل، وهو الذي يعطي للبلدية دوراً بارزاً وفاعلاً، ويساهم في تبادل الآراء بين مختلف الأطياف للوصول إلى بلدات ومناطق نموذجية”.
الحجار
من جهته، ألقى الحجار كلمة تحدث فيها عن نشأت البلديات وحوار البلدية المواطن، مؤكداً أنّ “البلدية أساساً تقوم بجميع الأعمال المتعلقة بتنظيم منطقتها وإصلاحها وتجميلها والمحافظة على الصحة والراحة والسلامة العامة، ولها في سبيل ذلك اتخاذ التدابير اللازمة، ويعطي قانون البلديات المجلس البلدي ما أود تسميته بـ ” صلاحيات لا تنتهي”.
ولفت الحجار إلى أنّ “العمل البلدي ليس فقط الاهتمام بالنظافة والطرق والبنى التحتية وغيرها، وانما هو بالأساس ايجاد الحلول المزمنة التي عجزت عنها الدولة”. وأضاف: “الكل يدرك مهام وواجبات البلدية من خدمات عامة وتطوير وبناء ونشاطات فنية وثقافية ورياضية، وجميعها تصب في هدف نهضة ورقي بلداتنا بالإضافة إلى تحقيق رضا المواطن وراحته واطمئنانه”.
وتحدث الحجار عن رؤيته في الإتحاد، فقال: “منذ استلامي مهماتي، وبالرغم من الصعوبات والعقبات التي يعرفها الجميع، كان برنامج العمل الذي قدمته، يتلخص بتحويل الإتحاد إلى مؤسسة حديثة تبني وتخطط لمستقبل منطقتنا، ضمن امتدادنا الطبيعي للشوف الأعلى وموقعنا الجغرافي المميز بين صيدا الجنوب وبيروت إلى وجودنا كطريق أساسي إلى البقاع ومنه إلى محيطنا العربي. وبعد مرور حوالي ثلاث سنوات على استلامي الرئاسة بما فيها من تجربة، فقد باشرنا العمل بالعديد من المشاريع العامة المشتركة، بالرغم من معاناتنا بسبب عدم دفع مستحقاتنا كاملة من الصندوق المستقل والخليوي والحصة العائدة لمشاريع التنمية ودعم الموازنة. بدأنا التركيز على الدراسات في خطة ورؤيا مستقبلية تضمنت تخطيط طرقات ومنها بعض الطرق الدائرية للبلدات الكبرى وقد أصبحنا في مرحلة متقدمة في بعضها، وتخطيط عدة طرقات مع وزارة الأشغال، وقدمنا لمشروع البنك الدولي الذي تمت الموافقة عليه في مجلس النواب لائحة لتأهيل حوالي 40 طريق رئيسية وفرعية في كافة انحاء الإقليم، كما نفذنا العديد من مشاريع تجميل مداخل الإقليم ومداخل القرى وقد بدأنا وسنستمر، وأولينا اهتماماً بالتشجير، وقمنا بإنشاء أرصفة ومستديرات وحدائق، وهي الآن ملآى تعطي الفرح والحياة لأطفال المنطقة والأخوة النازحين، ونفذنا بعض اللوحات والأقواس ونوافير مياه وإنارة في بلدات عديدة، وتم الإهتمام بتركيب كاميرات بسبب الاوضاع الأمنية، كما ساعد الإتحاد أيضاً العديد من المؤسسات العامة”.
وأكد الحجار أنه الهدف هو الوصول إلى مجلس إتحاد للتخطيط والتنمية، لما في ذلك من أهمية بالغة وكبرى على صعيد جميع المناطق”.
كذلك، طالب الحجار “الدولة بإعادة النظر بتوزيع عائدات الصندوق المستقل والخليوي وبالحصة المخصصة لمشاريع التنمية التي يتم توزيعها دون النظر الى احتياجات المنطقة، وضع الاشغال الملحوظة للإقليم في موازنات الوزارات الخدماتية ومتابعتها بالتنسيق مع البلديات والإتحادات، حل مشكلة النفايات بين الإتحادات والبلديات وعدم انتظار الدولة التي ما زالت تقدم حلولاً مؤقتة، مسح نهائي عقاري للبلدات المتبقية وفيها حالياً تحديد مؤقت يؤدي إلى العديد من المشاكل”.
وختم: “ان حقوق المواطن تجاه البلديات تأتي قبل واجبه الضريبي، وهذا يمثل روح قانون البلديات، وأنه لا عمل بلدي صحيح دون دور للمجتمع المحلي والاهلي بما في ذلك الناشطين في الأندية والجمعيات والمدارس وغيرها”.