أخبار عاجلة

التعليم بين الأمس واليوم

بعد احتلال طال 384 سنة افتتح الأتراك العثمانيون في البلدة سنة 1900 أول مدرسة(21) ابتدائية للذكور بمدرس واحد، سميت “مضمار الطبة”. وارتفع عدد المدرسين فيها إلى أربعة سنة 1916، ثم أقفلت سنة 1918.

وقد ظهرت في برجا طريقتان صوفيتان هما: القادرية والشاذلية. أما مؤسس الطريقة القادرية فهو الشيخ محيي الدين عبد القادر الجيلاني الحسن الحسيني الشافعي الحنبلي في القرن الثاني عشر الميلادي في بغداد. وقد لبسها عن الشيخ ابن علي المخذومي البغدادي، وأما الطريقة الشاذلية فمؤسسها هو علي نور الدين اليشرطي التونسي المولد في عام 1794م والمتوفى في عكا عام 1898م(22).

انتشرت الطريقتان في مطلع القرن العشرين في مدن الساحل اللبناني وكان لهما أتباع ومريدون عديدون في برجا يحيون حلقات الذكر مرتين كل أسبوع تتخلها الأناشيد الصوفية وتلاوة القرآن الكريم لكن النشاط الصوفي انحسر وتلاشى أمام التحولات والتيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية في الخمسينات من القرن العشرين.

وفي العام الدراسي 1926 – 1927 افتتحت وزارة التربية اللبنانية، في ظل الاحتلال الفرنسي أول مدرسة ابتدائية للصبيان بمدرسين اثنين و20 تلميذاً. وفي أوائل الثلاثينات أقفلت الكتاتيب الخمسة، التي كان يتعلم فيها الإناث والذكور قراءة القرآن والكتابة والحساب، وفي سنة 1935 أنشأت جمعية المواساة الخيرية البرجاوية مدرسة أهلية ابتدائية للإناث، تحولت إلى مدرسة حكومية سنة 1944. وفي سنة 1961 فتحت وزارة التربية الوطنية أول مدرسة للتعليم الثانوي(23) مختلطة، فكانت خطوة جادة على طريق التحصيل العلمي المعاصر. وقد يلغ عدد الذين تخرجوا منها حتى نهاية 1990م 890 طالباً من حملة البكالوريا اللبنانية بفروعها الثلاثة حاز 235 منهم شهادات جامعية في ميادين الاختصاص النظري والتطبيقي والعسكري حتى نهاية سنة 1983، في حين تابع المتخرجون الباقون تعليمهم الجامعي في جامعات الشرق والغرب.

ولقد تبين، بعد الإحصاء الميداني لعام 1996 أن عدد المهندسين بمختلف الفروع 108 والأطباء الاختصاصيين 45 وأطباء الأسنان 12 والصيادلة 4 وحملة الدكتوراه التطبيقية والتعليمية 37 القضاة 3 والمحامين 5 واختصاصي مختبر 3.

وفي البلدة اليوم 4 مدارس حكومية و8 مدارس أهلية خاصة يعمل فيها 419 مدرساً وموظفاً يسهرون على تعليم ورعاية 3647 تلميذاً وتلميذة في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي والمهني، هم براعم الأجيال الصاعدة لمستقبل مشرق مضيء.

وقد تبوأ عدد من أبناء البلدة مراتب عليا في الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر حتى مطلع القرن العشرين هم الشيخ محمد الخطيب، عضو مجلس المحاكمة الكبير(24) في جبل لبنان والشوف، الشيخ أحمد البزري ثم الشيخ عمر محمد الخطيب، عضوا مجلس الإدارة الكبير أي ما يشبه مجلس النواب اليوم، طوال عهدي القائمقاميتين والمتصرفية وأحمد البرجاوي، محافظ جبل لبنان ولبنان الشمالي، في ظل الاحتلال الفرنسي، ونائب عن محافظة جبل لبنان والشوف في عهد الاستقلال في دورتي 1947 و1953 ثم نجله محمد البرجاوي الذي انتخب نائباً عن الشوف سنة 1964، دورات 1992 و1996 و2000 انتخب علاء الدين ترو نائباً عن الشوف.

كما أسست، في منتصف القرن العشرين جمعيات دينية وأندية ثقافية اجتماعية ورياضية ومستوصفات صحية أسدت، ولا تزال، إلى أهالي البلدة خدمات جلى، في مختلف الميادين.

وعرفت برجا كذلك منذ أوائل القرن العشرين كوكبة من الشعراء، رحمهم الله تعالى، هم أحمد أفندي الخطيب ونجله الأستاذ بهيج والأديب العالم الدكتور علي سعد، وقد كتبوا القصيدة العامودية الفصحى.

وأما شعراء الزجل رحمهم الله تعالى فمنهم مصطفى محيي الدين شبو، حسن الجنون ودرويش السيد. فضك عن مجموعة من شعراء الفصحى والزجل تبشر بمستقبل واعد…

برجا – تموز (يوليو) 2002
الأستاذ شفيق أحمد دمج

شاهد أيضاً

تسلُّم وتسليم بين رئيس البلدية المنتخب المهندس ماجد ترو، والرئيس السابق العميد حسن سعد

جرى اليوم الأربعاء الواقع فيه 21 أيار 2025، في مبنى بلدية برجا، حفل تسلُّم وتسليم …