وألقى رئيس بلدية برجا المهندس نشأت حمية كلمة بإسم البلدية ، قال فيها ” في حياتنا كثيرون كانت لهم بصماتهم علينا ، أناس يستحقون من أن نقف لهم بكل إحترام ونقول لهم ما تختزنه دواخلنا لهم من إحترام وتقدير ووفاء .فنحن للأسف أصبحنا لا نذكرهم إلا أنهم رحلوا عنا . عندها نعد مآثرهم وحسناتهم علينا ” .
وأضاف حمية ” أشهدكم بأنني حاولت الكتابة لأكثر من مرة وفي كل مرة أبدأ وأسترسل قليلاً ومن ثم تتضارب الأفكار حول ماذا أريد أن أكتب بحق رجل عملت معه في فترة من حياته هو الدكتور حسن غصن ” .
وتابع ” منذ عملت معه رحمه الله وهو إنسان محب للعمل ، متفان فيه ، مخلص له . حسن المعاملة والإخلاص في النصح والحرص على زرع الخصال الطيبة ، والإحساس بالمسؤولية والرغبة في تحملها واداء الواجب وحمل الأمانة بصدق وإخلاص . كان نزيهاً في التصرف منكراً للذات محباً الخير للجميع ، محباً لبلدته ولوطنه . نعم ، إن حسن غصن قدوة حسنة يتشرف بها الجميع .
وأردف حمية ” كان شغوفاً بالحياة والعمل ، لم ينتظر الفرص الخارقة للعادة ، بل إستثمر الفرص العادية وجعلها عظيمة ، كانت متعته في ولوج البدايات ليصنع منها أمجاداً خالدة ، مجداً في عمله ، مخلصاً لمن يمنحه ثقته وإذا لاح له الكسب فكر في الشرف ، كان بعيد النظر بواقعية ، يحلل الأمور بفطرة عززتها ثقافة رفيعة وقيم راقية ” .
وتابع ” مضى على رحيلك يا دكتور حسن اكثر من ثمانية اشهر وما زلت أتذكر تواجدك معنا وتوجيهاتك . فالحياة نار ونور ، نور اللقاء والمعرفة ونار الوداع والفراق فإن كان من المستحيل اللقاء فأيضاً من المستحيل النسيان . وها نحن اليوم في بلدية برجا ومع فعاليات البلدة ومع محبينك من عائلتك وأهالي برجا والمخلصين لك من أصدقاءك نكرمك علنا نكون بذلك قد وفيناك جزءً من عطاءاتك وذلك بتسمية شارع كورنيش حقرون بإسمك هذا الكورنيش الذي لطالما أحببته كان حلماً بالنسبة لك تحقق إنجازه في حياتك فأردناه مرتبطاً بإسمك بعد مماتك ” .
وأضاف ” عندما نتكلم عن حسن غصن فاننا نتكلم عن موسوعة متنقلة من العلم والمعرفة ، نتكلم عن شخص يتمتع بثقافة عالية وراقية استمدها عن مجموعة من المجلدات ، إنتقاها بتأن وحنكة ونباهة جعلت منه رجلاً قانونياً بإمتياز متمتعاً بكفاءة عالية وهذا ما ظهر في المناصب التي تولاها وآخرها البلدية ” .
وختم حمية ” ظن البعض أو ظننا أنه برحيل حسن غصن فإن هذه الموسوعات والمجلدات ماتت معه ولكن نسينا أو غفل عن بالنا أنه من بيت مناضل في نشر المعرفة والعلم وهذا ما تبين لنا عندما قالت لنا زوجة الدكتور حسن غصن بأنها تريد أن تُغني مكتبة البلدية بهذه المجلدات مكملة بذلك مسيرة الدكتور حسن غصن ” .
وألقى رئيس النادي الثقافي الإجتماعي الأستاذ خالد ترو كلمة بإسم النادي الثقافي إستذكر فيها الفقيد ، مستحضرا تاريخه في النادي الثقافي ، وإنضمامه إلى النادي في العام 1965 ، وتحويله من مكتبة لنشر الثقافة إلى نادٍ للثقافة … وأعرب ترو في معرض كلمته عن خسارة الفقيد حسن غصن الذي كان ذخرا لبرجا وفخرا لها ولإبنائها .
ومن جهته ، ألقى النائب محمد الحجار كلمة قال فيها ” سمعت عنه مراقبا أمينا في الجمارك ، ثم إلتقيته عضوا مميزا في المجلس الأعلى له ، وعاصرته أستاذا جامعيا متفانيا ، وأخيرا رئيسا لبلدية برجا ، البلدة التي أحب وبها إفتخر .. برجا برج الإقليم وحصنه المنيع ، وشرفته على البحر.. في كل مراحل حياته كان مثالا في النزاهة والنقاء وفي الخدمة والعمل ، بصماته محفورة في أكثر من بيت ورغم الاغراءات التي أحيط بها في عمله كان نظيف الكف عفيف النفس بشهادة كل من عرفه أو تعامل معه … فهو الذي تفاخر عارضا رسما له نشر في إحدى الصحف المحلية حاملا مظلة يتقي بها من رشاوي المهربين والمخالفين .عاش من كد يمينه بكرامة كرامة إبن الإقليم والجبل… وعندما دعا الداعي لإنتخابات البلدية ، بعد مغادرته للوظيفة الرسمية ، قدمت له رئاسة بلدية برجا على طبق من ثقة الناخبين الذين أحبوه على السمع أو من العلاقة المباشرة ، ومن تزكيتنا نحن الذين خبرناه نزيها ورجلا وقيمة مضافة لبلدية برجا ” ….
ومن جهته ، تحدث النائب علاء الدين ترو ، قال فيها “حسن غصن نجم من نجوم برجا ولبنان أخلاق وعلم ونظافة وإستقامة .. حسن غصن كان واحدا من الذين شجعوني مع الأستاذ سمير سعد على الدخول إلى الحزب التقدمي الإشتراكي ثم النادي الثقافي الإجتماعي … كان صديقا لعائلتي .. أحبه الناس لأنه أحبهم ، إحترموه لأنه إحترمهم .. هذا هو جزء من حسن غصن الذي عمل في الحزب التقدمي مع كمال جنبلاط … وكان مثالا للإلتزام والتفاني والعمل الصادق مؤمنا بما إلتزم به وأقسم عليه ، ثم عمل في النادي الثقافي الإجتماعي وأعطى النادي من جهده وعرقه وماله ، وهو الذي رفع بناء النادي الموجود اليوم … وهو الموظف في إدارة الجمارك ، عندما زرته أول مرة في عمله في المرفأ ، كان يرفع مظلة فوق رأسه تتساقط عليه الأوراق النقدية ، وهذا دليل العزة والشرف والترفع ،والإلتزام ورفض الرشوة ،فكان تعليق بعض الموظفين أقلب المظلة بالعكس حيث تتساقط الأوراق النقدية في داخلها ، فقال لهم ” إستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم ” ….
ومن جهتها ، تحدثت عقيلة المرحوم السيدة مريم الحسيني ، شاكرة بلدية برجا والنادي الثقافي الإجتماعي ، وكل من ساهم في إفتتاح هذا ” الشارع النظيف والطاهر… لأنه يشبه حسن غصن النظيف والطاهر ، وهو يلامس السماء” …
وفي الختام ، تسلمت عقيلة المرحوم دروعا تذكارية من بلدية برجا والنادي الثقافي ووقف جامع برجا ، ليتم بعد ذلك إزاحة الستار عن اللوحة التي تحمل إسم الفقيد حسن غصن .