تعاني بلدة برجا في إقليم الخروب من انقطاع متمادٍ في التيار الكهربائي، فتأتي الكهرباء كضيفة عزيزة، لا تبقى أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات في أغلب الاحوال، رغم أن شركة كهرباء الجية تتمركز في قلب المنطقة التي يتحمل أهلها انبعاثاتها السامة الناتجة عن قدم معدّاتها وغياب الصيانة الدورية لها ونوعية «الفيول» الرديئة المستخدمة.
حمية
{ للوقوف على أسباب التقنين القاسي للتيار الكهربائي تحدّثت «اللواء» مع رئيس بلدية برجا المهندس نشأت حمية، الذي اشار إلى «أننا قمنا بمراجعة شركة كهرباء لبنان، وذلك قبل هذه المشكلة الحاصلة في انقطاع التيار الكهربائي في مواضيع خاصة بالتلوث والفيلتر الذي ينبعث منه الدخان، وباعترافهم ان التجهيزات والمعدات في شركة كهرباء الجية أصبحت هرمة عمرها أكثر من 50 او 60 سنة، ولا توجد امكانية لتصليح الاعطال التي تطرأ عليها، اضافة الى نوعية الفيول السيئة المستخدمة وذلك باعتراف الفنيين داخل الشركة، عدا عن انها مغايرة لنوعية الفيول التي يزود بها معمل الذوق الحراري».
وعزا حمية اسباب انقطاع التيار الكهربائي الى ان «شركة الجية تغذّي جزءاً كبيراً من مناطق في لبنان، وعلى ما يبدو انهم يفضّلون مناطق اخرى على منطقة اقليم الخروب، فكمية الطاقة لا توزّع بالتساوي بين المناطق اللبنانية».
وتابع حمية: «إنّ مجموعة من شباب بلدة برجا تحرّكت منذ سنة وأقامت عريضة تم توقيعها من قبل 2000 شخص يطالبون فيها بدفع عطل وضرر، تركيب فلاتر، وتأمين كهرباء 24/24، وتلقفنا كبلدية هذه العريضة وأخذنا قرارا في المجلس البلدي ورفعنا دعوى قضائية ضد شركة الكهرباء، ونحن نتابع هذا الملف في القضاء»، كاشفا عن انه «في حال لم تؤد الطرق القانونية الى تحصيل حقوقنا التي نطالب بها سنلجأ الى الضغط الشعبي الحضاري والسلمي، بالاضافة الى وسائل ضغط اخرى ترتبط بالجباية والفواتير».
وقال: «إنّ أكثر من 40% من المواطنين يعتمدون على تأمين الكهرباء من خلال الاشتراك في المولدات الخاصة»، مضيفا بأنّ «البلدية تدخّلت مع اصحاب المولدات، الذين كانوا يأخذون اشتراكا شهريا بين 90 و120 ألف ليرة لبنانية، ولا يراعون تسعيرة المازوت، وبعد جلسات عدّة معهم توصّلنا الى حل يلزمهم بتركيب عدّدات، وفق تعميم من المحافظ، وتقاضي تسعيرة شبه منطقية» (18 الف ل.ل. بدل اشتراك و500 ل.ل. بدل كيلو وات)، وإلزامهم تأمين الكهرباء 24/ 24، وإنارة الشوارع العامة، واشتكى من «عدم الالتزام التام من اصحاب المولدات بتأمين الكهرباء 24/ 24، عدا عن عدم التزام بعضهم انارة الشوارع العامة».
أصحاب المولّدات
{ ولأصحاب المولّدات رأيهم في الموضوع، فأشار وائل سعد الذي يؤمّن كهرباء لحوالى 400 مشترك في بلدة برجا، ويملك 4 مولدات كهرباء، لـ«اللواء» الى انه بالنسبة الى التسعيرة «نحن ملتزمون بتسعيرة الدولة، وتم تركيب عدّادات لجميع المشتركين (10 امبير)، وسعر كل كيلو وات 500 ليرة لبنانية»، مضيفا: «تم ربط التسعيرة بأسعار المازوت، في حال انخفض المازوت تحت سعر (13- 14 الف ليرة) ينخفض السعر معه، لكل الف ليرة تنخفض تسعيرة الكيلو وات 30 ليرة لبنانية، وفي حال ارتفع المازوت فوق الـ (16– 17 الف ليرة) يرتفع الكيلو وات 300 ليرة لبنانية»، وأكد أن «الاشتراك الشهري «المقطوعية» بالمودلات الكهربائية كانت اربح لنا».
وحول عدم تأمين اشتراك الكهرباء 24 /24 ساعة قال سعد: «عندما اتفقنا مع البلدية على تأمين الاشتراك 24 ساعة كانت كهرباء الدولة تزوّد المنطقة 4 ساعات تغذية مقابل 4 ساعات انقطاع وهكذا على مدار اليوم، اما في هذه الاوقات حيث انقطاع كهرباء الدولة المتزايد، اتت فاتورة بعض المواطنين مرتفعة جدا وصلت في بعض الاحيان الى 200 الف ليرة لبنانية فكان الحل للتخفيف من مصروف الاشتراك قطع الكهرباء بعد الساعة الثانية من منتصف الليل»».
وأضاف: «تتم مراعاة الامور البيئية من حيث استعمال المازوت الاخضر فهو افضل للمولدات الكهربائية للمحافظة على جودتهم، ولكن تكاليفه اعلى من المازوت الاسود»، واشتكى سعد من هذه «المصلحة» قائلا: «معاناتنا تمكن في ساعات الانقطاع المتزايدة لكهرباء الدولة، بالاضافة الى كلفة المرتفعة لصيانة المولدات، والسرقات على شبكاتنا الخاصة التي من الصعب ضبطها كلياً»، مشيرا الى أن «هدفنا ايصال الكهرباء للمشتركين وعدم الوقوع في الخسارة».
{ وفي جولة لـ«اللواء» في البلدة تحدّث عدد من المواطنين عن معاناتهم من انقطاع التيار الكهربائي.. «ابنتي عمرها سنة، لا تعرف انقطاع الكهرباء، فهي تلازم البكاء عندما تشعر بـ«الشوب» جرّاء الطقس الصيفي وموجات الحر والغبار التي أتت مؤخرا الى لبنان»، هكذا صرّحت رنا الخطيب (ام لولدين)، مضيفة: «اصبحنا مجبورين على دفع فاتورتي كهرباء ما شكّل عبئاً اضافياً فوق الاعباء المالية، ومتوسط الاشتراك الشهري بالمولد الكهربائي 70 الف ليرة هذا مبلغ يهدر ويذهب من حصة ابنائنا»، لافتة الى أن «ما يحصل في هذه الايام تقنين فوق التقنين فهل يريدون ارجاعنا الى عصر «الشمعة وقنديل الكاز»؟.
{ وتروي الحاجة نجوى رمضان (أم لخمسة اولاد) معاناتها مع التقنين المتزايد بالقول: «قبل الاشتراك في المولد كانت المونة «تخرب» واضطر الى تلفها، فكان الحل الاشتراك في المولد الكهربائي لتخزين الاكل في الثلاجة ولنشرب ماء باردة في هذا الطقس الحار»، مضيفة إنّ «متوسّط الاشتراك الشهري بالمولد الكهربائي يبلغ 120 الف ليرة لبنانية وفاتورة الكهرباء 75 الف ليرة فهذه اعباء مالية تضاف على كاهلنا وراتب زوجي لا يتعدى الـ1000$».
{ معاناة رنا وفاطمة تتوافق مع معاناة الحاجة فاطمة الدقدوقي (صاحبة ميني ماركة سارة) التي قالت: «من أوّل ما ولدنا في هذا البلد وتقنين كهرباء وحنموت وفي تقنين كهرباء»، مضيفة: «للأسف الدولة غائبة كليا عن معاناتنا، في بعض الاوقات الكهرباء لا تأتي الا ساعة واحدة في اليوم كله، فلولا الاشتراك «منموت». وتابعت: «نتيجة الانقطاع المتزايد للكهرباء حصل اكثر من مرّة اعطال في برادات المحل ما اضطررت إلى إصلاحه وهذا يشكل عبئا ماليا إضافيا علينا».
ما على اللبنانيين إلا تحمّل معاناتهم والانتظار طويلا لتتحقّق وعود السياسيين بتأمين الكهرباء 24/24 ساعة.
وداد الحنون .
شاهد أيضاً
محضر اجتماع المجلس البلدي لجلسة 31 آيار 2025
عقد مجلس بلدية برجا اجتماعاً في مقره يوم السبت الموافق 31 آيار 2025، عند الساعة …