” كلام غير مباح ” عنوان روايةٍ تتحدث عن بلدة برجا ، وما عاشته من احداث بين عامي 2005و 2015 … عشر سنوات ، إختزلها الأستاذ والباحث الدكتور سالم المعوش في روايته هذه ، التي أبصرت نور توقيعها في حفلٍ أقيم في قاعة جمال عبد الناصر في النادي الثقافي الإجتماعي برعاية بلدية برجا ومركز المطالعة والتنشيط الثقافي في برجا- clac ، بحضور رئيس البلدية المهندس نشأت حمية وعدد من أعضاء المجلس البلدي ، ووجوه ثقافية وإجتماعية وسياسية وتربوية ودينية ومخاتير ، وحشد من المهتمين .
وكانت كلمات عدة من بينها كلمة لمديرة مركز المطالعة والتنشيط الثقافي – clac السيدة جميلة مالك الجنون ، وكلمة لرئيس بلدية برجا المهندس نشأت حمية ، وكلمة لصديق الكاتب الدكتور كامل صالح ، وفي الختام ، كلمة صاحب الرواية .
وتحدثت السيدة جميلة مالك الجنون في كلمتها عن الرواية وعن جماليتها الأدبية والنقدية ، وما تحويه من عبر ومعانٍ تشكل منطلقا أساسا لفهم الواقع بكل تجلياته .
وبدوره ، تحدث صديق الكاتب الدكتور كامل صالح ، مشيرا إلى أهمية هذه الرواية ، وغناها الادبي والثقافي والمعنوي ، لاسيما وأنها تتحدث بلغة الواقع وتأتي على حياة البرجاويين الذين عاشوا هذه المرحلة بكل تفاصيلها ونواحيها …
ومن جهته تحدث رئيس بلدية برجا المهندس نشأت حمية قائلا :
كم نحن بحاجة اليوم في زمننا هذا إلى أمثالك ! … كم نحن بحاجة إلى الأستاذ الجامعي الذي لا ينحصر عمله في إطار الوظيفة ، بل حوله إلى رسالة ، إلى أستاذ الأدب الذي يدرك أن المهمة الأولى له تكمن في صفة الناقد الأدبي الذي يطور قدرته على ممارسة القراءة المعمقة للنصوص الأدبية ، ثم يسعى إلى إيصال الرسائل التي تمكن طلابه من أن يحذوا حذوه . كم نحن بحاجة إلى الأستاذ الذي لم يرَ في حصوله على شهادة الدكتوراه نهاية للمجهود العلمي الذي بذله ، بل بداية رحلة إستكشاف فكرية لا تنتهي … للباحث الذي كلما بلغ قمة ، تراءت له قمم أخرى … كم نحن بحاجة في زمننا هذا ، للأستاذ المسؤول الذي يشبه من تكلم عنه الكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت بقوله ” إنه يشعر وهو يضع الحجر الصغير ، أنه يساهم في بناء العالم ” … وأستاذ يُصدِرُ كتابًا يكلل مجموعة كتاباته التي تتراوح مواضيعها بين الأدبي والوجداني والعلمي ، ولكنها بمجملها مرتبطة بمسار فركي ونفسي واحد ، أستاذ يجمع بين جدية المسؤولية العلمية وتواضع المثقف الحقيقي الذي يعرف مقدار ما تبقى أمامه من مخزون العلوم والأفكار ينهل منها مدى الحياة.
والأهم من ذلك كله ، كم نحن بحاجة في هذا الزمن السيئ حيث يميل الكثيرون إلى الإستقالة من واجباتهم والتنكر للمبادئ ، إلى الإنسان الواثق من النهج الفكري الذي إختاره المدرك لأهمية المدرسة التي إنتمى إليها ، يجاهد بها بثقة ، لا يخشى الأحقاد الصغيرة التي يمكن أن تضع العراقيل في مساره العلمي أو المهني … يعتمد فقط على صفاء نفسه والصدق الذي يشكل جزءًا لا يتجزأ من شخصيته … يفرض الإحترام على من يختلفون معه في الرأي بهدوئه وإتزانه وبإجتهاده في أكثر من مجال….
وعلى رجاء أن يبلغ الكِتاب الغاية التي وُضِعَ من أجلها ، نشكر من ساهم في إخراجه إلى النور … ونهنئ الدكتور سالم المعوش على هذا الإصدار … ونلتقي بإذن الله في مناسبات ثقافية أخرى …
وفي الختام ، كان لصاحب الرواية الكلمة الأخيرة ، حيث تحدث عن الرواية وعن محاكاتها للواقع ، مشيرا إلى أنها ليست برواية تاريخية ، بل إنها رواية واقعية تحاكي الناس الذين تجسدوا فيها ، وتتناول مشكلات برجا وما تعانيه.. وقال ” خاطبت الجميع ، وليس هناك من أسماء محددة … فكل من سيقرأ الرواية ، سيرى نفسه ويرى أن الرواية تتحدث عنه وعن ذاته “. وقال ” كتبت برجا ، ورسمت لوحات عن الناس البسطاء والناس الطموحين والخالدين والطرق المسدودة والآفاق المفتوحة ، حاولت أن أكتب عن هذا الواقع وتصوير الذات الجماعية التي اعتبر نفسي جزء منها ومن الفسيفساء الواسعة التي تشكل هذه البلدة ” ، لافتا إلى جمالية عبارة ” برجا تنتشر ” التي قرأها على الفيسبوك على صفحة مركز المطالعة والتنشيط الثقافي ، وما تحمل من معانٍ كبيرة ، إذ أن برجا فيها طاقات وقدرات وأعلام تجعل منها في المقدمة والطليعة .
وفي ختام الحفل ، وقع الدكتور سالم المعوش نسخا عديدة من الرواية في مركز المطالعة والتنشيط الثقافي ..
#بلدية_برجا