أقامت “بلدية برجا”، اليوم السبت في قاعة الوالدين، محاضرةً تحت عنوان: “المشاريع الصغرى والمتوسطة.. فرص وحلول وآلية الدعم والحوافز”، بالتعاون مع مدير عام صندوق لبنان للتنمية والإبتكار الدكتور عماد حمدان. وتناولت المحاضرة آلية دعم المشاريع الصغرى والمتوسطة للشباب، وكيفية حصولهم على قروضٍ ميسرة من مصرف لبنان لتنفيذ مشاريعهم الإنتاجية والزراعية والصناعية والتكنولوجية.
كلمة “بلدية برجا”
وفي كلمةٍ ترحيبية، أكَّد عضو مجلس “بلدية برجا”، ورئيس لجنة البيئة في البلدية الدكتور محمد الدقدوقي، أنَّ “المشروعات الصغيرة والمتوسطة تمثل إحدى القطاعاتِ الإقتصاديةِ التي تستحوذُ على اهتمامٍ كبيرٍ من قبلِ دولِ العالمِ كافة، والمنظماتِ والهيئاتِ الإفتصاديةِ العالميةِ، وذلكَ بسببِ دورِها المحوريِّ في الإنتاجِ والتشغيلِ، وإدارارِ الدخلِ والإبتكارِ والتقدمِ التكنولوجي، علاوةً عن دورِهَا في تحقيقِ الأهداف الإقتصاديةِ والإجتماعيةِ لجميعِ الدول”.
ورأى الدقدوقي أنَّ “المشروعاتُ الصغيرةُ والمتوسطةُ تعملُ على تحريكِ عجلةِ الإقتصادِ في المجتمعاتِ التي تحتضنُها من خلالِ خلقِ فرصِ عملٍ تمتصُّ جزءاً من البطالةِ، وتعملُ في الوقتِ نفسهِ على الحدِ من الطلبِ المتزايدِ على الوظائفِ الحكوميةِ المحدودةِ أصلاً”.
وقال: “تساهم هذه المشاريعُ في تنويعِ الهيكلِ الإقتصاديِّ للدولِ من خلالِ نشاطاتِهَا المتعددةِ والمتباينة، وتتمتعُ بالمرونةِ اللازمةِ والقدرةِ على التكيفِ مع التغيراتِ الإقتصاديةِ، وتوفرُ السلعَ والخدمات لفئاتِ المجتمعِ وعلى الأخصِّ، أصحابَ الدخلِ المحدودِ الذين يسعونَ للحصولِ على سلعٍ تتلاءمُ وقدرتهُم الشرائية”.
وأضاف: “إلاَّ أنَّ نجاحَ هذه المشروعاتِ دونَهُ معوقاتٌ وعقباتٌ عدة على المستوى التنظيمي والقانوني والمالي والتسويقي: فمن هنا، كانت فكرةُ تنظيمِ هذه المحاضرة بعنوان: “المشاريعُ الصغيرةُ والمتوسطةُ.. فرصٌ وحلولٌ وآليةُ الدعمِ والحوافز”، والتي ستتطرقُ لسبلِ تذليلِ هذهِ المعوقاتِ وتسلطُّ الضوءَ على القروضِ المتاحةِ وكيفيةِ مواجهةِ التحدياتِ في ظلِّ الازماتِ، وإلى وسائلِ حمايةِ المنتوجاتِ المصنعةِ في برجا وتخفيضِ التكلفةِ التشغيليةِ لتعزيزِ المنافسة”.
وأردف: “فَمَنْ أفضلُ من ابنِ إقليمِ الخروبِ البارِ الإقتصادي الدكتور عماد حمدان، لتقديمِ هذهِ المحاضرةِ وهو العالمُ بمكامنِ القوةِ والضعفِ في اقتصاد الإقليم، وبقدراتِ أبنائِهْ. فمَنْ هو الدكتور عماد حمدان؟
– حاصلٌ على دكتوراه في الإقتصادِ ومتخصصٌ في التنميةِ الإقتصاديةِ ووضعِ السياسات الإقتصاديةِ.
– عضوٌ في اللجنةِ الدوليةِ للمنظماتِ غير الحكوميةِ المعنيةِ بالأوضاعِ الإقتصاديةِ للشعبِ الفلسطيني تحتَ الإحتلالْ وفي مخيماتِ اللجوءِ من العام 1984- 1991.
– خبيرٌ سابقٌ في البنكِ الدوليِّ بينَ عامي 1994-1996..
– مسؤولٌ لمدةِ 5 سنواتٍ عن تنفيذِ برامجِ التنميةِ كبديلٍ عن زراعةِ المخدراتِ والجريمةِ المنظمةِ في UNDCP من العام 1991 وحتى 2000.
– مسؤولُ ملفِّ خصخصةِ قطاعِ المياهِ في دولِ الخليجِ العربيِّ من العام 2002 – 2005.
– مؤسسٌ لشركةِ دراساتٍ اقتصاديةٍ شاركت في وضعِ الدراساتِ لعددٍ كبيرٍ من المشاريعِ الإستثماريةِ والتنمويةِ.
– مؤسسٌ للملتقى الإقتصادي الأول في إقليم الخروب عام 2014.
– من مؤسسي صندوق لبنان للتنمية والإبتكار عام 2015 ومديرِه العام حتى تاريخِه.
– من مؤسسي صندوق الإقليم للتنمية والإستثمار عام 2016 ومديرِه العام حتى تاريخه.
– مؤسس المنطقةِ الإقتصاديةِ النموذجيةِ في إقليم الخروب.
– مؤلفٌ لعددٍ من الكتبِ في مجالاتِ الإقتصادِ والتحولاتِ في النظامِ الإقتصاديِّ المالي.
– ناشرٌ لعدةِ مقالاتٍ ودراساتٍ وأبحاثٍ في صحفٍ محليةٍ ودولية.
– مستشارٌ إقتصاديٌّ لعددٍ من المنظماتِ والجمعياتِ المحليةِ.
– عضوٌ في مجلسِ كلية العلومِ في جامعة بيروتَ العربية”.
كلمة صندوق الإقليم للتنمية والإستثمار
من جهتها، ألقت الأستاذة كاتيا الحجار كلمة صندوق الإقليم للتنمية والإسثتمار، فقالت: “بناءً للتواصل الدائم من قبل صندوق الإقليم للتنمية والإستثمار والبلديات في إقليم الخروب، الذي تمّ فيه بذل المجهود الكبير لفترة ليست بقصيرة للقيام بالمشاريع المفيدة للمنطقة، والسياسات الهادفة إلى مساعدة الشباب في كافة المجالات، فإنّ الصندوق يتوجه بالتحية إلى شباب برجا آملاً مشاركتهم النقاش حول أفضل السبل لتنمية قدراتهم وتعزيز إمكاناتهم الإقتصادية التي تهدف إلى تمكينهم من حسن اختيار مشاريعهم في أفضل الظروف”.
وتابعت الحجار: “إن لقاءنا اليوم هو لدراسة الوسائل الكفيلة بالاستفادة من الإمكانات المحلية المتوافرة لدعم الإقتصاد المحلي المبني على الموارد، والتوصل معاً وبمساعدة بلدية برجا إلى آلية عمل سَلسةٍ لتطوير المجتمع الذي نطمح إليه”.
وأضافت: “من المؤكد أن الطريق إلى ذلك ليس سهلاً. فالاقتصاد القائم على الموارد المحلية في جوهره ليس نظرية محددة، بل هو عملية تستخدم الأسلوب العلمي لتقيم المفاهيم السائدة. لذلك ينبغي أن نتعاون جميعاً في سبيل تعزيز الوسائل المتوافرة (كالقدرات الشخصية – المواد الاولية – التدريب والتأهيل – التمويل – الجودة – التسويق). هدفنا تطوير هذه المفاهيم من خلال عدد من الإجراءات والمبادرات على الرغم من كل المعوقات التي قد يراها البعض تعجيزية في هذه الظروف الصعبة.
وأردفت: “هناك اليوم الكثير من العوامل غير المريحة مثل التماثل الإجتماع والبعض كسبب من أجل المحافظة على الوضع القائم بعد أن ترسخ لدينا جميعاً خوفاً من المجهول. إنَّ هذه الندوة هدفها الخروج من الدوامة من خلال استعراض الفرص الكبيرة المتوفرة لتحسين حياتنا وفق نظم بديلة (الإنتقال من النشاط الإقتصادي الفردي إلى العمل المؤسساتي الجماعي). قليلون جداً قد يرغبون خوض غمار التحديث والتطوير على الرغم من عدم رضاهم عن الوضع القائم. لذا ستضع هذه الندوة كل الوسائل وتعيد تقييم كل الأفكار في سبيل إعادة بناء القدرات التي تشجع أصحاب الأفكار والمشاريع إلى المبادرة للتطوير والتحديث والإبتكار في أفضل الظروف”.
وختمت الحجار: “اسمحوا لي أن أوجه تحية خاصة لشباب برجا وفعالياتها الإقتصادية، من رئيس مجلس إدارة صندوق الإقليم للتنمية والإستثمار الدكتور محمد فؤاد ياسين، الذي سيبذل كل الجهود بالتعاون مع بلدية برجا والمجتمع المدني فيها لتنفيذ هذه الرؤية الإقتصادية الجديدة في المستقبل القريب. كما أود أن أشكر المدير العام للصندوق الدكتور عماد حمدان الذي يبذل جهداً لإنجاح هذا المشروع”.
وبعدها، بدأ الدكتور عماد حمدان شرحه لأهداف صندوق الإقليم للتنمية والإسثتمار، مشيراً إلى أهمية “الدعم والشراكة مع المشاريع الصغرى والمتوسطة في إقليم الخروب، وإنشاء منطقة إقتصادية نموذجية جاذبة للإستثمارات المحلية والأجنية”.
وأكَّد حمدان على ضرورة “تعزيز بيئة الأعمال في الإقليم، عبر خلق فرص استثمارية جديدة ومريحة وتقديم فرص استثمارية آمنة لأصحاب المشاريع الصغرى والكبرى”.
واعتبر حمدان أنَّ “منطقة الإقليم جاذبة للإستثمار في لبنان”، موضحاً أنَّ “المشاريع التي يجب دعمها في برجا هي المشاريع الزراعية والسياحية والصناعية والتكنولوجية”.