لقاء تشاوري عام في برجا بشأن مشروع فرز النفايات

أقامت “بلدية برجا” بالتعاون مع منظمة “ميرسي كور” والمجلس المجتمعي في برجا، أمس الجمعة بتاريخ 16/11/2018، لقاءً تشاورياً مع عددٍ من الفعاليات والناشطين في برجا، للتباحث في مشروع “فرز النفايات من المصدر”، الذي بدأته البلدية بالتعاون مع “ميرسي كور” في البلدة، قبل أيام.

حمية
وخلال اللقاء، أكّد رئيس بلدية برجا المهندس نشأت حمية أنّ “هذا المشروع أساسي جداً بالنسبة للبرجاويين، بسبب أزمة النفايات التي نعاني منها جرّاء عدم وجود خطة واضحة للدولة في معالجتها”، وقال: “إن بلدية برجا تسعى إلى إيجاد حلول بيئية لمعالجة أزمة النفايات في نطاقها، من خلال الارتكاز إلى أفضل حلّ بيئي حضاري وهو الفرز من المصدر، الذي تشجع عليه كل المنظمات البيئية، وتطبقه كبريات دول العالم”.
وأضاف: “إنّ فرز النفايات من المصدر إنّما يعبر عن وجه برجا الحضاري، وبتعاوننا مع ميرسي كور، فإنّنا انطلقنا في هذا المشروع لتوعية الناس على أهمية خطوة الفرز. وعليه، فقد تشكل المجلس المجتمعي الذي يضم مجموعة من الأشخاص، وهم يعملون على تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع الميرسي كور”.
وفي كلامه، شرح حمية مسار المشروع الذي بدأ قبل أيام، وقال: “لقد انطلقت مجموعات المتطوعين في مختلف أحياء البلدة لمخاطبة الناس في منازلهم وتوعيتهم حول مشروع الفرز من المصدر. وعليه، فإنّ المشروع يقضي في فرز النفايات العضوية لوحدها، وفصلها عن باقي النفايات. ولذلك، فإنّ البلدية ستعمل على توزيع مستوعبات باللون الأحمر على الأهالي، بغية تجميع فيها كل النفايات الغير عضوية (حديد – بلاستيك – زجاج وغيره). أمّا النفايات العضوية فيتم وضعها في كيس منفصل، تمهيداً لرميها في مستوعبات النفايات التابعة لشركة “سيتي بلو”. أمّا في خصّ النفايات المفروزة، فعلى الناس أن تضعها في المستوعبات الحمراء أمام المنازل”.
وتابع: “بعد ذلك، فإنّ البلدية ستعمد إلى تجميع النفايات المفروزة فقط من المستوعبات الحمراء، ليصار إلى نقلها إلى الهنغار الذي تبنيه منظمة الميرسي كور في برجا، بغية تجميع فيه كل النفايات المفروزة تمهيداً لبيعها، على أن يكون ثمن المبيعات من النفايات المفروزة هو لتطوير المشروع”.
وختم: “إنّ أهالي برجا معروفٌ عنهم التعاون والتجاوب، وما بخلوا مرةً في الانخراط بأي مشروع يخدم بلدتهم، ونتمنى أن تتفاعل الناس مع المشروع الجديد لإنجاحه”.

أنطون
بدوره، تحدّث مدير عام منظمة “ميرسي كور” في لبنان الأستاذ جورج أنطون، فأكّد أنّ “مشروع فرز النفايات من المصدر هدفه الاساس معالجة أزمة النفايات”، معتبراً أن “ثقافة الفرز تنشأ لدى الفرد للحفاظ على البيئة”.
وأشار أنطون إلى أنّ “الميرسي كور إنطلقت بهذا المشروع بالتعاون مع بلدية برجا، وستستمر في متابعته حتى آذار 2019″، وقال: “إنّ مهمة ميرسي كور تكمن في متابعة الحملة على المنازل وبناء الهنغار الذي سيتمّ تجميع النفايات المفروزة فيه، إلى جانب تقديم المعدات اللازمة لهذا المشروع. وبعد آذار 2019، فإنّ بلدية برجا ستتسلم إدارة هذا المشروع إلى جانب المجلس المجتمعي”.
وأضاف: “إن جهاز المتطوعين إنطلق في برجا قبل أيام، ويعمل على شرح آلية الفرز للمواطنين. كذلك، فإنّ المتطوع يقوم بملء إستمارة الكترونية لكل منزلٍ يدخل إليه، وكل البيانات والمعلومات تصلنا فوراً لإجراء العمليات الإحصائية للمشروع”.
ورأى أنطون أنّ “مسألة فرز النفايات مرتبطة بقناعة الشخص، ويجب العمل والسعي قدر الإمكان لإنجاح هذا المشروع بتكافل وتضامن الجميع”، لافتاً إلى أنّ “بلدية برجا هي من أكثر البلديات تعاوناً”.

إدريس
من جهته، تحدّث الأستاذ ناجي إدريس عن المجلس المجتمعي في برجا، مؤكداً على “أهمية هذه الخطوة على صعيد برجا والوطني ككل”. وقال: “إنّ برجا كسائر قرى وبلدات إقليم الخروب تعاني من أزمة النفايات منذ 3 أعوام، والدولة لم تجد أي حلّ بيئي. لقد حاولنا في برجا سابقاً البدء بخطة لفرز النفايات لكننا لم ننجح. هذا الأمر لم يحبطنا ولم يثني من عزيمتنا في المضي نحو إستنهاض الهمم والمضي نحو مشروعٍ نحن جميعاً بحاجة إلى تنفيذه”.
وأضاف ادريس: “الهدف الأساس هو أن نعمم ثفافة فرز النفايات من المصدر، وعلينا أن تعاون جميعاً في سبيل خدمة البلدة، وأن نتنازل عن كل الخلافات التي تعيق نجاح أي مشروع”.
وأردف: “إنّ المجلس المجتمعي في برجا مفتوح للجميع وليس حكراً على أحد، والأشخاص الذين يضمهم المجلس اختارتهم الميرسي كور من بين العشرات وتم إخضاعهم لتدريبات ودورات حول المشروع. وعليه نقول إنّ المجلس مستعد للتعاون مع أي أحدٍ لديه أفكار عملية وفعلية لتطوير مشروع الفرز”.
وختم: “المسيرة طويلة وتحتاج إلى صبرٍ وجَلد، والتعاون فيما بيننا سيجعلنا في مقدمة البلدات التي تحذو حذو هذا الوجه الحضاري”.
وبعد ذلك، توالت مداخلات الحاضرين التي أجمعت على أهمية هذا المشروع وأكدت على ضرورة نجاحه.
#بلدية_برجا